صحافية وكاتبة وشاعرة، أصلها فلسطيني ومولودة في الإمارات. بدأت مشوارها بالعمل في أبرز الصحف المحلية الإمارتية، ومنحتها مؤسسة دبي للإعلام جائزة أفضل صحافي في عام 2016، قبل أن تنتقل من الكتابة الصحفية إلى الكتابة الإبداعية، فصدرت لها رواية تبعها ديوان شعري أعجبت إحدى قصائده الفنان كاظم الساهر فقرر أن يحولها لأغنية "ستخرج للنور قريباً".
يشغفها الإبداع، وتؤمن بعمق أن الأحلام الشخصية لا بد لها أن تتحقق ولو بعد حين، ويقينها أن "الله يكافئ المجتهدين على قدر اجتهادهم".
اختارت موضوعة التحرش الجنسي بالأطفال كفكرة لروايتها التي حملت عنوان "أزمة شرف"، بينما كانت العلاقة بين الرجل والمرأة وما يكتنفها من حب وانفعالات وتناقضات محوراً تدور حوله قصائد ديوانها "عَبثَ وتولى".
منصة "إيجاز" حاورت دارين شبير:
أي الألقاب أقرب اليكِ (صحافية، كاتبة أو روائية، شاعرة) ولماذا؟
-كل لقب من هذه الألقاب هو إنجاز عظيم لم يكن ليسبق اسمي دون عمل واجتهاد وإصرار على النجاح، ولم يكن الحصول على أيٍّ من هذه الألقاب هاجساً بالنسبة لي بقدر ما كنتُ أسعى للتعبير عن نفسي من خلال ما حباني به الله من مواهب فطرية عملتُ جاهدةً على تنميتها وتوجيهها بالشكل الذي يرضي طموحي، حتى حصلتُ على هذه الألقاب بالتتابع.
قبل بداية عملي في بلاط صاحبة الجلالة، كانت الصحافة حلماً بالنسبة لي، وقد تحقق بفضل الله تعالى وعملتُ في أبرز الصحف المحلية الإماراتية، وحصدتُ جائزة أفضل صحافي على مستوى مؤسسة دبي للإعلام في عام 2016.
وخلال عملي بالصحافة، كتبتُ أول رواية لي بعنوان "أزمة شرف"، وبعدها أصدرتُ أول ديوان شعري بعنوان "عبَثَ.. وتولّى".. وها هو كتابي الثالث "...وتستمر القافلة" في طور النشر.
أنا فخورة بكل النجاحات التي حققتها في المجالات التي خضتها. ورغم كوني صحافية وروائية، إلا أن الشعر له مكانة خاصة جداً في داخلي.
أيُّ من الشخصيات الشعرية أو الروائية أثرت فيكِ.. ولماذا؟
-في مجال الرواية لم أستطع حصر نفسي في إطار كاتب محدد. أقرأ الروايات التي تقع بين يدي لكن "قواعد العشق الأربعون" انتصرت على كل الروايات التي قرأتها في وقت سابق. أما في مجال الشِّعر، فأنا منحازة لإبداع الشاعر الكبير نزار قباني، والشاعر المبدع كريم العراقي، كما تأثرت كثيراً بإبداعات الشاعرة سعاد الصباح، ولا أزال أذكر أول مجموعة شعرية قرأتها لها بعنوان "في البدء كانت الأنثى".
هل كان لدارين شبير داعم معنوي خلال مسيرة نجاحها؟
- اكتشفتُ موهبتي بنفسي، وشعرتُ باختلافي عن بنات جيلي. كنتُ شغوفة باللغة العربية منذ طفولتي، وعاشقة للقراءة وكتابة الخواطر والأشعار في سن مبكرة، وسعيتُ لتطوير موهبتي من خلال الإبحار في عالم الشِّعر والعَروض والبحور الشعرية والأوزان والقوافي، حتى وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم.
تلقيتُ كل الدعم من زوجي.. القارئ الأول لكلماتي، والمتذوق لأحاسيسي، والمشرف على أعمالي، إضافةً إلى دعم أختي وصديقتين مُقرَّبتين أشاركهما بعض كتاباتي بين حين وآخر.
كيف وقع اختيار الساهر على كلماتكِ؟
-كانت أمنية رافقتني منذ بداية دخولي عالم الشعر، لكن هناك أشخاص دائما يضعهم الله في طريقنا ليحملوا امنياتنا الى السماء فتتحقق، الانسان الذي وضعه الله في طريقي هذه المرة هو "حسن فالح" المبدع الكبير ومايسترو فرقة كاظم الساهر، والذي تربطنا صداقة عائلية.
التقينا فأهديته ديواني "عبث وتولى" فأعجبه ولحن قصيدتي "لغة العيون" وخرجت في غاية الإتقان والجودة عندما حولها لكلمات مغناة حازت على إعجاب الجمهور وتحسسوا فيها نفس قريب لأغاني القبصر، وكذلك تعاونا معاً في قصيدة "لف ودوران"، ولأن حسن يعرف مدى شغفي بأغاني كاظم الساهر فاجئني بأنه أرسل له إحدى قصائدي فتواصل معي أبو وسام وقال لي "شو هذا النفس الشعري وشو هاي القصائد الجميلة".
أسعدني التعاون مع الساهر، مدرسة الأخلاق والرقي والشعر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم تطرأ تغييرات على القصيدة التي غناها سوى تقديم وتأخير في الأبيات، وقد طلب مني أن أنيها بأسلوب درامي خلال دقائق ففعلت، وهي الآن جاهزة بانتظار أن يتفق كاظم مع شركة انتاج لتخرج الأغنية إلى النور.
كانت هناك لقاءات صحفية تجمعكِ بالقيصر، لماذا لم تعرضي عليه شعركِ؟
-التقيتُ الفنان كاظم الساهر أثناء تغطيتي لأحد البرامج في بيروت، وعرضتُ عليه قصيدتين، وقد لفتتا نظره منذ تلك اللحظة، حتى أنه بدأ بتلحين إحداهما في ذلك الوقت، لكن العمل لم يكتمل بسبب بعض الانشغالات والظروف، وقد أخبرني بذلك بعد أن وصلته قصيدتي الجديدة التي اختارها من ديواني الشعري الأول "عبَثَ.. وتولّى"، تفاجأت بأنه لا يزال يذكر اسمي وقصيدتي الأولى التي أهديته له قبل 5 سنوات.
صفي لي شعوركِ حين أثنى القيصر على شِعركِ؟
-كاظم الساهر بالنسبة لي حالة خاصة جداً، وثناؤه على أشعاري شهادة أعتز بها، واختياره قصيدة من ديواني الشعري الأول هو التكريم الأكبر الذي حصلتُ عليه في 2020. هذا بمثابة إقرار صريح من القيصر بقيمة وأهمية وتميز ما كتبته، وقد أعطاني ذلك دفعة قوية إلى الأمام.
هل ستكون هذه مقدمة لتعاون آخر مع كاظم الساهر؟
-هناك بعض النقاشات الجادة في هذا الجانب.
كيف ترى دارين شبير نفسها بعد ٥ سنوات؟
-متفائلة بما هو قادم. اعتدتُ أن أصنع لنفسي ما أريد أن أكونه، وفي كل عام أضع مجموعة أهداف، وبحمدالله أنجح في تحقيق الكثير منها. فخورة بنفسي وبما حققته اليوم، وطموحي لا يتوقف.