حوراء الهاشمي- بغداد
حذر أطباء ومختصون من تبعات الاثار الخطية للنفايات الطبية المتعلقة بفيروس كورونا، مشيرين الى انها تشكل تهديدا على البيئة وعلى الانسان، خاصة في ضل عدم إيلاء الحكومة اهتماما كافيا في هذا الجانب.
ويقول المستشار في وزارة الصحة الدكتور موسى العاني، ان وزارة الصحة خصصت فرقة منذ بداية الجائحة لمتابعة النفايات الطبية، لكن بعض المستشفيات اهملت هذا الامر وهو ما يشكل اثارا خطيرة على البيئة والمواطن.
ويقول احسان الصالحي وهو طبيب في مستشفى مدينة الطب في بغداد، ان الحكومة مقصرة في إيلاء الاهتمام الكافي بملف النفايات الطبية الذي يشمل الكمامات واحقن اللقاح والأدوات المختبرية عند فحص المصابين.
ويشر الصالحي الى ان اغلب المستشفيات والمراكز الطبية تتعامل مع نفايات كورونا الطبية حالها حال أي نوع من النفايات الطبية الأخرى، برغم من تحذيرات المنظمات المختصة ومنظمة الصحة العالمية.
ووفقا للخبير البيئي ماجد الشويلي، فان العراق متأخر جدا في مجال مكافحة النفايات الطبية رغم انضمامه للعديد من القوانين واللوائح المتعلقة بذلك، ولم تبد الحكومة اي جدية في هذا الشأن، رغم تسبب تلك النفايات باثار بيئية وصحية على الانسان والبيئة.
وفي تموز 2022 - وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق اليوم إتفاقية مع وزارة الصحة العراقية بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز إدارة النفايات الطبية في البلاد، كجزء من مشروع قرض البنك الدولي الخاص بتمويل تجهيز ونشر لقاحات كوفيد -19 ICVP . والذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار .
وفي اطارالاتفاقية، سيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراء وتركيب مايقارب الـ 180 جهاز للتعقيم والتقطيع يعمل على تحويل النفايات الطبية – وفي الأغلب مخلفات اللقاحات الطبية ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)- مثل المحاقن والأمبولات والضمادات ومعدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة والقفازات إلى نفايات عادية لغرض التخلص منها بشكل آمن، وذلك ضمن دعم جهود وزارة الصحة في عمليات النشر الآمن للقاح في جميع انحاء العراق .
قالت منظمة الصحة العالمية إن كمية النفايات الناتجة عن وباء كوفيد-19 تشكل تهديدا على البيئة وصحة الإنسان.
وأضافت المنظمة أن المعدات الطبية المستخدمة مثل الإبر تشكل خطورة على الصحة، في حين أن زيادة النفايات البلاستيكية ترهق أنظمة إدارة النفايات.
ودعت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، الشركات المنتجة إلى استخدام المزيد من المواد القابلة للتحلل البيولوجي، فضلا عن التعبئة والتغليف الذي يحافظ على البيئة.
كما تحدثت عن "حاجة ماسة" لإصلاح طريقة التخلص من النفايات على مستوى العالم.
وتشمل المواد التي تتخلص منها منئشآت الرعاية الصحية الملابس الواقية والحقن والقفازات وأقنعة الوجه وأدوات إجراء الفحوص الطبية.
وكشفت إحدى الدراسات، التي استشهد بها التقرير، أنه جرى التخلص من 3.4 مليار قناع للاستخدام الشخصي يوميا في عام 2020 في شتى أرجاء العالم.
ونظرا لأن معظم الأقنعة مصنوعة من مادة البلاستيك، فقد تتسبب النفايات في تلوث الأرض والمياه، خاصة في الدول التي تعاني من وجود أنظمة إدارة نفايات أقل تطورا.
وخلفت أول ثمانية مليارات جرعة من لقاح كوفيد على مستوى العالم 144 ألف طن من النفايات في شكل حقن وإبر، الأمر الذي قد يتسبب في إصابات للعاملين في الرعاية الصحية في حالة سوء التخلص منها.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن جائحة Covid-19 ليست مجرد أزمة صحية عامة، بل أزمة بيئية أيضًا، ووفقا لتقرير صادر عن المنظمة فإن ما يقدر بنحو 8 ملايين طن من البلاستيك يتم إلقاؤها بالفعل وسنويا في المحيطات.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية وفق ما نشرته منصة "الأرض" أن النفايات الطبية المتراكمة أثناء وباء كورونا زادت التلوث البلاستيكي في المحيطات بمقدار 10 مرات.
وبين مارس 2020 ونوفمبر 2021، انتهى المطاف بما يقرب من 87 ألف طن من معدات الحماية الشخصية التي تم إنتاجها كنفايات، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد خلقت أكثر من 140 مليون مجموعة اختبار تم شحنها في جميع أنحاء العالم حوالي 731 ألف لتر من النفايات الكيميائية، وبالإضافة إلى ذلك، فبين عامي 2020 و2022، ساهمت إدارة أكثر من 8 مليارات لقاح في خلق 144 ألف طن من النفايات الإضافية.
وبحسب المتخصصين، فإن المخلفات الطبية بشكل عام تنتج من المواد المستخدمة لفحص وتشخيص المرضى والعناية بهم، سواءً كان ذلك داخل المرفق الصحي أو خارجه، وتشمل هذه المخلفات الإبر، والحقن، والقطن، والشاش، وبقايا العينات الملوثة بالدماء والسوائل الخارجة من المرضى، ومخلفات الصيدلية والمخلفات الكيميائية والمشعة، ومخلفات العمليات الجراحية من أعضاء بشرية وغيرها.
ووفق المتخصصين أيضا تعتبر هذه النفايات من أخطر أنواع النفايات على البيئة وعلى صحة الإنسان، لأنّ فيها بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها من مسبّبات الأمراض كون مصدرها المريض نفسه، لذا فهي من أكثر المسبّبات التي تقف وراء ظهور الأمراض والأوبئة السريعة الانتشار والتي تفتك بأرواح الناس.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.