بغداد/ احمد هادي
اطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملات توعوية لحث المواطنين على تشجير اسطح المنازل بغية التخفيف من اشعة الشمس ولتحسين جودة الهواء، كما نشرت عدة صفحات طرقا واساليب لتعليم الناس وحثهم على استغلال مساحات الاسطح خاصة لمن لا يملكون حدائق في منازلهم.
ويقول علي الساري الذي عمد على زراعة مجموعة صنوف من الاشجار على سطح منزله في حي الكرادة وسط بغداد، ان هذه الخطوة ساهمت بانخفاض حرارة المنزل الى درجتين، فضلا عن انها تساهم الى حد ما بتلطيف الجو وتحسن جودة الهواء.
ووفقا للخبير البيئي المهندس الزراعي ضرغام محمد إن "التخطيط الاساسي للمدن يقتضي وجود 20% مساحات خضراء كرئة لتلك المدن، ومهما كانت المدن مكتظة عمرانيا، فان المساس بالمساحات الخضراء يعد من المحرمات القانونية، حيث ان هناك مدن في العالم مكتظة كنيويورك والقاهرة وطوكيو تحتفظ بمساحات خضراء تحميها القوانين بصرامة كونها تقلل نسب غاز ثاني اوكسيد الكاربون وتزيد نسب الاوكسجين وتقلل نسب التلوث وترفع نسبة المعالجة الحيوية لنوعية الهواء، اضافة لمساهمة المساحات الخضراء المنتجة في تحقيق الامن الغذائي".
وشدد المهندس على "ضرورة أن تحظى المساحات الخضراء بحماية قانونية لمكافحة التصحر والتلوث وانشاء احزمة خضراء حول المدن لمنع العواصف الترابية الموسمية".
وأطلقت عدة جهات حكومية ومنظمات حملات توعوية ومبادرات لزراعة اسطح المنازل، فيما يواظب الناشط ثائر جياد على نشر صورا ومعلومات عن زراعة اسطح المنازل، وقال معلقا على صورة نشرها " تجربتي بزراعة السطح (فعليا) بشكل كامل ثيل طبيعي واشجار فاكهة وزهور وانواع أخرى، قريبا سانشر العمل بتفاصيله من اول لحظات الانشاء، تجربة اتمنى ان يتم تعميمها لانها تساعد اصحاب المساحات الصغيرة او الضيقة على ايجاد متنفس للعائلة."
وقال في منشور اخر، ان "زراعتي للسطح وتحويله إلى حديقة حقيقية مستفيداً من دخول المواد العازلة الحديثة عالمياً للعراق والتي أنصح بها كل من يريد بناء بيتٍ جديد، درجة الحرارة داخل المنزل تنزل صيفياً لأكثر من عشر درجات وتكفي مبردة الهواء لتبريده، بالإضافة لتعويض نقص الحديقة في المنازل التي واجهتها صغيرة، لو دعمت الدولة هذه الفكرة لصارت أحياؤنا جنة من الخضرة والرائحة العطرة".
من جانبه ويوضح الخبير البيئي ثائر يوسف أن "تلوث الهواء وغياب وجود مساحات خضراء يسفر عنه العديد من الأمراض الخطيرة مثل السكري من الدرجة الثانية والقلب والسكتة الدماغية، وكما لايخفى ما تعانيه اغلب مدن العراق من انعدام المساحات الخضراء وبالاخص الاشجار المرتفعة والتي تعمل على الكثير من التغيرات، منها تبادل الاوكسجين وخفض درجات الحرارة صيفا مقارنة بالمناطق الخالية من الاشجار كما".
ويشير الى أن "هنالك دراسات عالمية تفيد بانخفاض معدل مستوى الجريمة في المناطق التي تحتوي على مساحات خضراء واشجار، كل ذلك يفيد بأن المساحات الخضراء والاشجار العالية تلعب دورا مهما في تحسين طبيعة المعيشة داخل المدن وهنالك الكثير من الدول لم تكتف بزراعة الشوارع والمساحات الخالية بل قامت بزراعة الاسطح بالحدائق والمحاصيل الخضر، وكل ذلك لتقليل من مخاطر الاحتباس الحراري وتحسين الأجواء في المناطق السكنية".
ووفقا لموقع ايكو مونا ف ان الاسطح الخضراء ممكن ان تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثلوث الهواء المرتبطة بزيادة نسبة ثاني اكسيد الكربون في الجو. وتعتبر محطات الطاقة والمعروف انها مسببة لانبعاثات ثاني اكسيد الكربون تكون الاسطح الخضراء حلا ايجابيا علي تقليل هذه الانبعاثات عن طريق تحويله الي اكسجين مما يساعد علي تحسين نوعية الهواء في البيئة المحيطة.
كما تساعد الاسطح المشجرة على امتصاص الحرارة واعتبارها عازل حراري للمبني. فاضافة طبقة من التربة والنباتات الي السطح يزيد طبقة العزل الحراري علي السطح. فالاسطح هي اكثر الامكان التي تفقد الحرارة الداخلية في الشتاء وتزيد سخونة المبني في الصيف. الاسطح الخضراء يمكن ان تقلل من كمية الطاقة اللازمة لتلطيف الحرارة داخل المبني وبالتالي الحد من متطلبات الطاقة والتي لها تاثير ايجابي علي نوعية الهواء وتخفيض نسبة تلوثه.
نشرت هذه المادة الصحفية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr