منصات التواصل الاجتماعي

ثديات وطيور وزواحف... حيوانات على وشك الانقراض من بيئة العراق

تقرير..

  • 15-08-2022, 18:12
  • العراق
  • 1 007 مشاهدة
+A -A


أحمد هادي- بغداد

يهدد الاحتباس الحراري والظروف المناخية القاسية حياة عشرات الحيوانات، ولان بيئة العراق ثرية ومتنوعة فأن تلك الحيوانات تتنوع بين الثديات والطيور والزواحف، دونما أي تحرك حكومي للحفاظ لديمونة التنوع الاحيائي رغم انضمام الحكومة العراقية الى اتفاقية التنوع البيلوجي في العام 2016.

ادى انحسار مياه نهري دجلة والفرات، وجفاف مساحات شاسعة من اهوار العراق الى نفوق عدد من أنواع الحيوانات في اهوار العراق وصحراءه، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة طبيعة العراق هي منظمة عراقية غير حكومية مسجلة في العراق، ومعتمدة لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) من انقراض 58 نوعاً من الحيوانات والطيور في مختلف مناطق البلاد من ضمنها الثديّات وسبعة أنواع أخرى من الزواحف.

وفي جميع المواسم تتعرض حيوانات الاهوار خاصة الطيور الى حملات قاسية للصيد الجائر غير المرخص، لاسيما وان الصيادين لا يتورعون ممارسة الصيد في مواسم تكاثر الحيوانات والطيور. كما تناقصت اعداد طائر النعام والحجل خلال السنوات الماضية لكثرة صيده في مناطق الاهوار واستخدامها كغذاء لبعض العوائل ومحبي لحمه.

وفي كردستان في شمال العراق تعرضت دببة وخنازير وأغنام برية نادرة للقتل في عام 2011 بحسب رئيس منظمة كردستان لحماية حقوق الحيوان، سليمان تمر ، حيث ناشد المنظمات العالمية مد يد العون لإجراء مسوحات وتسجيل هذه الثروة الطبيعية في المنطقة.

وفي مدن الوسط والجنوب اختفت الخيول بشكل كبير من منظر البيئة , وانحسر تواجدها في أطراف القرى البعيدة ، تماما مثلما انحسرت البغال من كردستان. وعلى رغم ان ذلك يعود الى قلة استخدامها ، الا ان خبراء البيئة يرون ان تربيتها في القرى والمحميات والمزارع أمر مهم جدا للحفاظ عل التنوع البيئي.

ومازال في أنحاء العراق الذي يمتاز بمساحته الشاسعة حياة نباتية وحيوانية تقاوم زحف الضوضاء والتلوث و تغير أنماط الزراعة والتهافت على المبيدات، مما اثر كثيرا على التنوع الحيوي لتختفي الكثير من الحيوانات التي كانت تزخر بها البيئة من مثل الغزلان وطيور الحجل والطيور المائية وطيور الحب والهدهد والثعالب والذئاب.

كما انخفضت أعداد غزلان الريم بعد انقطاع موارد الغذاء عن هذه الحيوانات النادرة، والجفاف وغياب الدعم الحكومي ونفق نصف هذه الغزلان منذ 29 أبريل/نيسان، ولا شيء يمكن فعله، فالأمطار كانت شحيحة هذا العام، وكذلك الدعم الحكومي بالأعلاف الضرورية لبقائها

وانخفضت أعدادها في المحمية التي أنشئت عام 2007، من 148 رأساً إلى 87 في شهر واحد، وفق الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوه الطبيعية في المثنى. وقال الجياشي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "منذ يوم 29 أبريل/نيسان، بدأ هلاك الحيوانات". 

وفي آب 2022 كشف رئيس منظمة الجبايش للسياحة والبيئة، الناشط في مجال الأهوار بمحافظة ذي قار، إن " فريقا برئاسته عثر على حيوان (ركين طويل الذنب) أو ما يسمى (جرذ بني) نسبة لأحد العلماء العراقيين في مناطق الاهوار بعد بحث دام لـ5 سنوات"، لافتا إلى أن " هذا الحيوان كان آخر ظهور له قبل 40 عاماً وهو حي، وقد عثر على ثلاثة منه (متوفيات) بعد تجفيف الاهوار من قبل فريق علمي مشترك (عراقي _ فرنسي_ بريطاني) الا ان جثثه اختفت بعد حرب 2003 من متحف التاريخ الطبيعي ".

وأكد الاسدي، أن" هذا الحيوان كان موضوعا ضمن القائمة الحمراء في المنظمات الدولية المختصة بالشأن البيئي والتي تعني أن الحيوان منقرض أو مهدد بالانقراض، لكن بعد العثور عليه في احد مناطق الاهوار وجدنا الكثير منه وسنعمل على إخراجه من هذه القائمة ".

وأضاف رئيس منظمة الجبايش للسياحة والبيئة، أن" هذا الإنجاز يعتبر من أروع اكتشافات الفترة الحديثة في الاهوار، وهو سيمهد للعديد من الاكتشافات البيئية في منطقة الاهوار ".

ويعدّ العراق واحداً من الدول الخمس الأكثر عرضةً لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئويةوقد بدأت انعكاسات ذلك تتجلّى في مفاصل عدة، مثل التراجع في زراعة الحنطة وأرز العنبر، وجفاف بعض البحيرات بسبب قلة الإمدادات المائية والأمطار، والعواصف الترابية المتكررة.

وعلى مدى مئات السنين كانت القضاعات ناعمة الفراء من الحيوانات الشائعة في الأهوار قبل أن تتضاءل أعدادها تدريجياً حتى أدرجها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN) على اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بشدة بخطر الإنقراض، ولأعوام غير قليلة ساورت الشكوك خبراء الحياة البرية بأن هذا الحيوان انقرض تماماً من بيئته الأصلية، لكن القضاعات ذات الفراء الناعم سجلت في الآونة الأخيرة حضوراً لافتاً في بعض مناطق الأهوار وسط توقعات بازدياد أعدادها واتساع نطاق انتشارها.

ليست القضاعة وحدها مهددة بالانقراض في مناطق الأهوار التي تشغل مساحات واسعة من ثلاث محافظات عراقية هي البصرة وذي قار وميسان، إذ تضم بيئتها العديد من أنواع الثدييات والطيور والأسماك التي يداهمها خطر الانقراض، وثمة أنواع اختفت بشكلٍ مؤكد من بيئة الأهوار والمناطق المتاخمة لها، مثل الأسد عديم اللبدة الذي قال عنه قنصل روسيا القيصرية في البصرة الكسندر أداموف في كتابه (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها) الصادر في سانت بطرسبرغ عام 1912 "الأسد عديم اللبدة الذي كان قبل 50 عاماً يثير بزئيره الفزع في نفوس المسافرين على السفن التي تمخر عباب دجلة ليلاً أصبح في الوقت الحاضر مجرد اسطورة".

التقرير بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr