بعد قرار انسحابها من افغانستان
مع اعلان ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن نيتها الانسحاب من العراق خلال موقف رسمي اصدرته في شهر نيسان الماضي، تتجه الاوساط الامريكية الاعلامية والسياسية للبحث في مستقبل التواجد الامريكي في المنطقة، خصوصا، مع وجود توجه لسحب كافة القوات من كافة مناطق الشرق الاوسط، بما فيها الخليج.
مجلة ذا ويك الامريكية قدمت توقعاتها التي قامت ببنائها على تصريحات قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط الجنرال فرانك مكينزي، التي اطلقها من السعودية اليوم الاحد، حيث اكدت، ان "الصين وروسيا، وخصوصا الاولى، باتت في وضع مستعدة خلاله لاستبدال القوات الامريكية الحالية في المنطقة".
وتأتي توقعات المجلة بسيناريو تولي الصين محل القوات الامريكية في المنطقة، عقب تأكيد مكينزي ان "خلو ساحات القتال المتربة في سوريا، الشوارع المدمرة بالصواريخ في العراق والسعودية من القوات الامريكية، سيعني البحث عن بديل يمكن له ايقاف توسع المجاميع المسلحة المدعومة ايرانيا"، الامر الذي عدته المجلة انه يعني على الغالب دخول الصين كلاعب اساسي في المنطقة، والذي اكده مكينزي لاحقا بالقول "اعتقد ان الصين وروسيا ستكونان اكثر من جاهزتين لملا هذا الفراغ".
واوضح مكينزي، الذي يزور حاليا السعودية، ان الصين ستحقق ارباحا مالية كبيرة في حال دخولها كبديل عن الامريكيين في المنطقة، من خلال "مبيعات الاسلحة" التي ستكون اساسية وخصوصا الانظمة المضادة للطائرات والصواريخ، بالإضافة الى وجود "رغبة صينية قوية بإقامة قواعد عسكرية على الخليج".
المجلة اكدت ان ادارة بايدن قامت سابقا بسحب قطعات عسكرية مهمة من منطقة الخليج، تتضمن تلك، الانظمة المضادة للصواريخ والطائرات، تاركة حلفائهم السعوديين في وضع اضعف من السابق، خصوصا مع استمرار الصراع في اليمن، وما قد ينتج عنه مستقبلا من استهدافات مباشرة للمصالح السعودية.
واشارت ايضا الى ان جهود بايدن لاعادة العمل بالصفقة النووية مع ايران، وفي حال نجاحها، ستترك العديد من البلدان في المنطقة في وضع ضعيف، بلدان وصفتها بانها "تعتمد على التوتر بين واشنطن وطهران للحفاظ على مستويات عالية من الدعم العسكري الامريكي لها، الامر الذي قد يدفع هذه الدول الى الاستعانة بالبدلاء، وخصوصا الصينيين".
تقرير المجلة اشار ايضا الى ان "الولايات المتحدة باتت تطبق فعليا الانسحاب من العراق بعد اوامر بايدن، على الرغم من تاكيد مكينزي نية الجيش الامريكي الابقاء على "قوة صغيرة في المنطقة بهدف لعب لعبة ذكية جدا تمكن الولايات المتحدة من استخدام نفوذها بشكل افضل"، الامر الذي قد يشير الى غياب هكذا قوة عن الاراضي العراقية، خصوصا مع تعرضها المستمر لاستهدافات عسكرية، وتصاعد انشطة الشركات الصينية في العراق، بشكل يشابه مثيله في افريقيا واسيا، على حد وصف المجلة.
المصادر: مجلة ذا ويك
ترجمة: إيجاز