مع ارتفاع حالة التوتر الامني
مع استمرار الخطط الامريكية لسحب قواتها من العراق بشكل كامل كما اعلنت ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن في السابع من نيسان الماضي، اصدرت وكالة الاستخبارات الامريكية الـ (سي اي أي)، تقريرا جديدا، يتضمن التهديدات المحتملة على مصالح الولايات المتحدة في العراق، في حال الانسحاب الكامل للقوات المتمركزة فيه حاليا.
التقرير الامريكي، الذي نشرته وكالة "ان بي سي الامريكية" وموقع "بيسا سنتر"، وترجمته "ايجاز"، اكد ان "العراق سيتحول الى ساحة حرب بين السعودية وايران، خصوصا وان الطرفين ما يزالان يشتبكان في مساعي لتوسعة سيطرتهما على المنطقة"، فيما استبعد ان "يشتبك الطرفان في حرب مفتوحة، لكنهما سيعملان على تقويض نفوذ الاخر في المنطقة، وخصوصا العراق".
الاستخبارات الامريكية اكدت ايضا، ان "الصراع بين الطرفين سيزداد بعد الانسحاب الامريكي الكامل، حيث يعاني العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم، من سيطرة اجهزة ايرانية على شؤونه الداخلية مثل قوات القدس، الحرس الثوري، ووزارة الاستخبارات، التي تراقب وتغير من الاوضاع الداخلية في البلاد بشكل يومي".
المساعي الايرانية بحسب وصف التقرير الامريكي، ترى في العراق "اهمية دينية وثقافية كبيرة، فالسيطرة على المرجعية الدينية في النجف، ستوفر لإيران سيطرة كاملة على الشيعة في المنطقة وحول العالم، الامر الذي ستستخدمه بالتأكيد في تعزيز نفوذها".
الاستخبارات الامريكية بينت ايضا ان "الولايات المتحدة خسرت سيطرتها على العراق منذ عام 2005، حيث امتلكت ايران اليد العليا في الشؤون الداخلية للبلاد، بالإضافة لذلك، فقد نجحت بإقامة والحفاظ على علاقات مقربة جدا مع حكومة اقليم كردستان العراق، وبالأخص عشيرة البرزاني، حيث تعتقد الوكالة، ان وزارة الاستخبارات الايرانية تمتلك مقرا دائما لها في اربيل، عاصمة الاقليم".
كما واكد التقرير، ان "كلا من السعودية وتركيا، قد فشلتا في توسعة سيطرتهما على الوضع الداخلي العراقي ومجابهة ايران، لتنجح الاخيرة في اقامة قاعدة عملياتها في المنطقة على الاراضي العراقية، وكذلك خلق منطقة عزل بينها وبين الدول التي قد تهدد امنها، عبر فرض سيطرتها على العراق".
التقرير خلص الى ان سحب القوات الامريكية بشكل كامل من العراق وعودة البيت الابيض الى العمل بالاتفاقية النووية، سيؤدي الى "زيادة ايران لتحركاتها في المنطقة بشكل اكبر، والتفرغ لتوسعة نفوذها بعد الخلاص من الوجود الامريكي، الامر الذي سيهدد امن المنطقة واستقرارها، ويجعل من العراق ضحية للصراع الحالي" على حد وصف التقرير.
الاستخبارات الامريكية قدمت تقريرها لبيان موقفها الرسمي من قرار البيت الابيض الانسحاب الكلي من العراق، مبينة خلال ذلك، رفضها لهذا القرار، وخشيتها من التبعات التي قد تترتب على المنطقة، والمصالح الامريكية فيها.
ترجمة : ايجاز