منصات التواصل الاجتماعي

ليس عدوك.. كيف تتحكم في لاوعيك؟

ليس عدوك.. كيف تتحكم في لاوعيك؟

  • 18-06-2021, 21:10
  • العالم
  • 806 مشاهدة
+A -A

في واحد من أفلام شركة «بيكسار» بعنوان Inside Out، والذي كانت تدور أحداثه داخل عقل طفلة صغيرة؛ إذ تتجسد المشاعر في شكل شخصيات كارتونية، وتلك المشاعر مثل الخوف والفرح؛ هم مَن يتحكمون في تصرفات تلك الطفلة حتى لو لم تدرك الطفلة دوافعها بعقلها الواقعي.

ببساطة شديدة؛ هذا فهم البشر عن اللاوعي، وهو مفهوم واسع الانتشار حتى الآن؛ إذ سيطرت فكرة أن البشر تحركهم قوى لاشعورية «مظلمة» ليس لهم عليها إلا سيطرة قليلة أو منعدمة، ووفق هذا المفهوم؛ فإن العقل الواعي والذي يتجسد في أفكارنا التي نسمعها في رأسنا؛ لا بد وأن تكون في صراعٍ دائمٍ مع تلك الأفكار التي لا نسمعها ولا نعرف عنها شيئًا في اللاوعي، حتى تحوَّل اللاوعي في الثقافات الاجتماعية لصورة مكانٍ مظلمٍ يتحكم في البشر تحكمًا سلبيًّا.

ونحن بالفعل لا نعرف كثيرًا عن لاوعينا، ولكن هذا ليس معناه أنه مكان مظلم يدفعنا لارتكاب تصرفات شريرة أو مضرة، وفي هذا التقرير نشرح لك ما هو اللاوعي؟ وكيف يمكنك التحكم فيه قدر الإمكان؟

لاوعيك ليس عدوك!

قبل أن نتحدث عن كيفية ترويض عقلك اللاواعي والتحكم فيه، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تعرفها عنه، وأولها وأهمها أن لاوعيك ليس عدوك، يتصور البعض أن اللاوعي هو صندوق في العقل نضع فيه الأفكار والأحداث غير المريحة، والتي ربما تدفعنا بعد ذلك لبعض التصرفات التي لا يختارها عقلنا الواقعي، ولكن تلك الصورة – وفقًا للطب النفسي – ليست صحيحةً، فما أثبته علماء النفس أنه ليس بالضرورة أن يكون العقل الواعي وغير الواعي بعضهما ضد بعض؛ بل في كثير من الأحيان يكون اللاوعي عاملًا مساعدًا فعَّالًا لك في الحياة.

سبيل المثال؛ جرِّب أن تفرقع أصابعك لتصدر الصوت المميز لاحتكاك الأصابع كما هو مبين في الصورة بالأعلى، لن تحتاج من تلك العملية سوى جزءٍ من الثانية لتفعلها، دون أن تفكر بعقلك اللاواعي كيف ستفعلها، فأنت لم تفكر أنك سترفع ذراعك، ثم تضم الإصبعين على بعضهما، ثم تتعمد الاحتكاك القوي لإصدار الصوت، أنت لم تفعل كل ذلك واعيًا تمامًا، وفي الوقت نفسه إن كنت ستفعله واعيًا كل مرة باسترجاع الخطوات قد يستغرق منك الأمر عدة ثوانٍ.


طبِّق هذا المثال على كل الحركات الجسدية التي تفعلها غير واعٍ يوميًّا، وتخيل لو كنت تقف وتفكر في كل شيء لعدة ثوانٍ قبل أن تفعله، ولكن اللاوعي في تلك اللحظة، وكأنه يقول لك «لا تشغل بالك بتلك التفاصيل الصغيرة أنا سأقوم بها عنك»، فيخزن كل تلك المعلومات ويستخدمها لمصلحتك وليس ضدك، لمساعدتك، وليمنحك الوقت للتفكير في الأشياء الأهم، مثل الاستذكار أو العمل أو حتى مشكلات تواجهك للمرة الأولى على أرض الواقع.


يوضح عالم النفس تيموثي ويلسون الأستاذ بجامعة «فيرجينيا»، أن اعتمادنا على اللاوعي كان له دور مهم في بقاء الجنس البشري، فإذا كان الإنسان مجبرًا على التفكير بعقله الواعي في كل تفصيلة من تفاصيل حياته – وفقًا لويلسون – لانقرض الجنس البشري منذ زمن طويل، ولذلك يعد اللاوعي هو القيادة الآلية في أدمغتنا.


وهي ما تجعلك تقف تغسل الصحون بآلية تامة وجسدك يعرف ما الذي يجب أن يفعله، بينما عقلك الواعي يفكر في الكيفية التي ستنهي بها عملك بعد أن تنتهي من غسل الصحون، وعندما ترى هذا الشيء الثقيل الذي في طريقه للسقوط على رأسك، تلك المناورة الجسدية التي ستقوم بها سريعًا من تدابير اللاوعي أيضًا، ولذلك اللاوعي يقوم بالنسبة الأكبر من أفعالنا وتصرفاتنا اليومية.


لماذا يجب أن ندرب عقلنا اللاوعي؟ لأنه ذكي جدًّا

ولكن هذا أيضًا يطرح تساؤلًا؛ أليس معنى هذا أن اللاوعي يعد خارجًا عن سيطرة الشخص وإرادته؟ هذا حقيقي وأحيانًا تكون قيادة اللاوعي مضرة إذا غذيناها بعادات سيئة. على سبيل المثال؛ تلك الحركة اللاإرادية والتي أصبحت مصاحبة للناس في عصرنا الحالي، وهي النظر إلى الهاتف تلقائيًّا والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي دون تفكير، فإذا ضبطت نفسك تمسك بالهاتف وتفتحه لزيارة «فيسبوك»، دون تفكير منطقي أو واعٍ؛ لماذا أنت فعلت ذلك، ولم يكن هناك سبب معين أو رسالة بعينها تريد قراءتها، فاعلم أن هذا أيضًا من فعل عقلك اللاواعي.

ولذلك ما نغذي به عقلنا اللاواعي سيكون هو كتيب إرشادات القيادة التي سيعمل بها في التحكم بأجسادنا وتصرفاتنا، ولهذا ترويض اللاوعي ومحاولة التحكم فيه؛ سيكون من شأنه تطوير حياة الفرد، وربما قدرته على التخلص من عادات مضرة.


اللاوعي هو من يقود جسد الإنسان وتصرفاته في معظم حياته اليومية، وهذا دفع علماء النفس إلى التساؤل عن مدى ذكائه، وهل هو قادر فقط على القيادة الآلية للتحركات الجسدية اليومية التي حفظها عن ظهر قلب منذ طفولة الإنسان؟ أم أنه أكثر تعقيدًا من ذلك؟


كثير من الدراسات الحديثة في علم الأعصاب وعلم النفس، بدأت تشير إلى أن اللاوعي أكثر تعقيدًا من كونه قائدًا جيدًا للعمليات اللاواعية والتي تحتاج الحفظ والعادة دون الحاجة إلى ذكاء، وفي دراسة أُجريت في عام 2012، أثبت القائمون على الدراسة أن اللاوعي أكثر ذكاءً مما يتخيل علماء الأعصاب والطب النفسي، وأنه قادر على حل العمليات الحسابية المجردة مثل (4+5).


وعلى الرغم من أن تلك العمليات الحسابية تعد مجردةً وسهلة، فإنها نتيجة تعد «قادرةً على تغيير قواعد اللعبة في دراسة اللاوعي» كما أشار القائمون على الدراسة، مؤكدين أن قدرة العقل على حل المعادلات الحسابية لاشعوريًّا؛ يتطلب تحديثًا مهمًّا لوجهة نظر العلماء عن العمليات الواعية واللاواعية لدى البشر.


وبهذا يكون لديك داخل عقلك، قائد ماهر قادر على الحفظ، و ذكي أيضًا قادر على تحليل عمليات حسابية، فلماذا لا تستغل هذا الكيان لمصلحتك الشخصية، سواءً لتحفيزك على تحقيق أحلامك، أم للتخلص من عادات إدمانية أو أنماط سيئة في العلاقات العاطفية، وفي الجزء الثاني من التقرير نخبرك كيف يمكنك أن تروِّض لاوعيك.


أنماط صغيرة يجب تغييرها لإعادة توجيه اللاوعي

حتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذا التقرير، ربما يكون معظمكم قد سلم القيادة كاملةً للاوعي منذ الطفولة، وقد ساعد اللاوعي في تسهيل الحياة عليك كثيرًا، وكلما تقدمت في العمر كلما سلمته مزيدًا من المهام، ولذلك حتى تخبر عقلك اللاواعي أن القيادة ستكون مشتركة بينكما الآن، فعليك تغيير أنماط صغيرة في حياتك اليومية قد تراها أنها تافهة، ولكنها ليست كذلك، هي معقدة وتحتاج للعمل الذهني، ولكن العقل اللاواعي يقوم بها نيابةً عنك فتظن أنها سهلة.


على سبيل المثال، الجانب الذي تعودت أن تترك الفراش من خلاله بعد الاستيقاظ مباشرةً، والقدم الأولى التي تضعها على الأرض، ويدك التي تمسك بها فرشاة الأسنان، والمكان الذي ترتدي فيه ملابسك بآلية، وحتى المكان الذي تجلس فيه لارتداء حذاءك، كل تلك التصرفات يقوم بها اللاوعي يوميًّا بآليةٍ تامةٍ، ويمكنك أن تتخيله الآن رجلًا يجلس وأمامه أذرع تحكم يحركها بملل، ثم فجأة في يوم من الأيام، يأتي ليحرك الذراع الذي من شأنه أن يجعلك تمسك فرشاة الأسنان بيدك اليمنى، فيجد ذراع التحكم الخاص باليد اليسرى هو من يتحرك وحده، بناءً على رغبة عقلك الواعي.

ولن يتوقف الأمر عند ذلك، فسوف يجدك تغيِّر مكان ارتداء الحذاء والشارع الذي تمشي فيه للوصول إلى وسيلة مواصلاتك، وتلك التصرفات البسيطة جدًا، ستلفت انتباه اللاوعي لك، ستخبره أن لك يدًا في القرارات الآن.


ويجب أن تستمر على تلك التدريبات يوميًا، لأن اللاوعي ذكي وقوي، وسيحاول أن يسترد القيادة في اليوم التالي، فقد اعتاد أن يكون القائد دون شريك لسنوات عمرك كاملةً، ولذلك عليك الاستمرار على تلك الأنماط الصغيرة الجديدة يوميًّا دون أن تمل أو تيأس من المرات التي ستفشل فيها وتنسى، وبعد أن تجد نفسك تقوم بتلك الأنماط بشكلها الجديد يوميًّا، فأنت الآن قد روَّضت عقلك اللاواعي ربما للمرة الأولى في حياتك، وتلك العملية يطلق عليها «إعادة برمجة اللاوعي».


ولكن احذر عندما تبدأ في تغيير تلك الأنماط الصغيرة، اللاوعي ربما يشعر بالارتباك، ولذلك ستشعر بعدم الراحة في تنفيذ تلك المهام الصغيرة جدًا، وربما تشعر أنها عبء عليك وستريد أن تسلمه القيادة مرةً أخرى، ولكن عليك أن تستمر في الأمر بهدوء وروية وصبر، حتى تخبر اللاوعي أنكما شريكان الآن، ولستما منفصلين، وأيضًا لستما أعداء.


أهمية المؤثرات اللاشعورية

تلك الأنماط التي تحدثنا عنها سابقًا، وكل المهام التي يقوم بها اللاوعي، يحددها عن طريق ما يُعرف في علم النفس والأعصاب بـ«المدخلات والمحفزات اللاشعورية»؛ والتي تكون سريعة للغاية؛ لا تتعدى 0.027 ثانية، على سبيل المثال؛ تخيل نفسك داخل سيارة مسرعة فوق أحد من الكباري الذي تحيطه اللوحات الإعلانية من كل صوب. قد لا تلاحظ واعيًا كل صور الإعلانات على يسارك ويمينك، ولكن عقلك اللاوعي مجتهد للغاية، فهو الآن يمسك بورقة وقلم ويقوم بتدوين كل المدخلات اللاشعورية – المتجسدة هنا في لوحات الإعلانات – ويخزنها جيدًا؛ حتى يستعين بها فيما بعد في الاختيارات التي تقوم بها لاإراديًا.


 تلك الفكرة قد تبدو مخيفة، فكل ما تقع عليه عينك يوميًا يكون له دور ولو بسيط للغاية في اختياراتك القادمة في الحياة، ولكن أيضًا الفكرة مبهرة، فهذا اللاوعي واجتهاده يمكن أن تستخدمه لصالحك عن طريق التحكم قدر الإمكان في المدخلات اللاشعورية.

هذا الكوبري ربما تمر عليه يوميًا وقد أصبحت تلك المدخلات اللاشعورية جزءًا من حياتك ولن تغمض عينك وتتجنبها، ولكنك أيضًا يمكنك أن تتحكم في جدران منزلك وتحولها إلى مصدر رئيس مغذٍّ للاوعي. اختر الأهداف التي تريد ترويض عقلك اللاوعي عليها، مثل تناول الأكل الصحي، أو لعب الرياضة، أو كسب المزيد من المال، أو حتى التخلص من عادة سيئة، وقم بتجميع صور يكون من شأنها تحفيز تلك الأفكار .

تلك الطريقة استخدمها كثير من العلماء في دراستهم للاوعي ويطلق عليهااسم «التهيئة» أو «priming»، وفيها يعرض الباحثون صورًا أو كلماتٍ بحجم خط كبير، أو حتى صورًا لتعبيرات جسدية عاطفية وتمر تلك المحفزات اللاشعورية أمام أعينهم بشكل سريع للغاية حتى إن عقلهم الواعي قد لا يرى جيدًا معظم المحفزات.

شارك لاوعيك في العمل عن طريق «التهيئة»

فيدراسةأُجريت عام 2019؛ وضع علماء النفس 180 طالبًا في تجربة من شأنها قياس مدى تأثير المحفزات اللاشعورية في تصرفاتنا الواعية، وقسموا الطلبة إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة منهم تعرضت لمحفزات مختلفة عن الأخرى، ووجدوا أن المجموعة التي تعرضت لمحفزات شعورية تضمنت صورًا ومصطلحات تخص المال والنجاح؛ هم المجموعة التي أظهرت العمل بمجهود زائد عن الآخرين.

قد تظن أنه أمر بديهي عندما يرى الإنسان المال؛ فسيعمل بجدٍّ أكبر، ولكن علماء النفس كانوا يظنون أن قرارًا مثل هذا يجب حسمه بالعقل الواعي، فالطلاب إذا سألتهم عن محتوى الصور والمحفزات التي تعرضوا لها لن يتذكروها فقد مرَّت أمام أعينهم بسرعة هائلة، ولكن هذا الرجل المجتهد الجالس في عقلك والمسمى باللاوعي؛ لا يفوته أصغر وأسرع تفصيله تمر أمامه، وقد دوَّنها بالفعل وجعلها آليةً لقيادتك فيما بعد.

هذا الأمر بقدر ما هو مبهر وفعَّال لتحفيز الشخص على النجاح والعمل، إلا أنه في الوقت نفسه خطير للغاية، فأنت لا تعلم كم المحفزات اللاشعورية التي تدخل لاوعيك يوميًّا، وهذا الأمر خطير للدرجة التي دفعت بريطانيا في الخمسينيات لوقف دعايات قيل إنها تستخدم التحكم في اللاوعي،  المحفزات اللاشعورية مهمة لهذه الدرجة، ولها تأثير على قراراتك وتصرفاتك في الحياة، ولذلك إحاطة عينك وأنفك وكل حواسك بمحفزات لاشعورية مهمة للغاية، فتلك الصور التي تعلقها على جدرانك، لن تقف أمامها كل يوم تتأملها وتذكر نفسك بمحتواها، ولكن شريكك في العمل الذهني- اللاوعي – سيدوِّن كل يوم ما يراه ويلتقطه من حولك، وعلى أساسه يبدأ في إعادة برمجة تصرفاتك ما يوافقك المدخلات اللاشعورية الجديدة التي منحتها له بإرادتك، وبهذا يكون العمل مشتركًا بينك وبين لاوعيك.
كُن واعيًا لما يحدث في لاوعيك!

قد يبدو هذا العنوان غريبًا أو معقدًا، ولكنه ممكن وحقيقي إلى حدٍ ما، حاول أن تسأل نفسك عن تصرف أو رد فعل عاطفي قمت به دون وعي؛ ما السبب وراءه؟ الإجابة ستكون صعبةً للغاية لأنها داخل لاوعيك، ولتروِّض هذا الوعي وتبحث عن السبب الذي أدى لهذا التصرف الذي قد يكون مرفوضًا من عقلك الواعي، ولكنك لا تستطيع السيطرة عليه؛ عليك أن تدق الباب على غرفة اللاوعي، وتحاول أن تدخلها حتى تنظفها من الأنماط والمدخلات اللاشعورية غير المرغوب فيها، ويكون لها تأثير كبير في تحديد اختياراتك في الحياة، ولكن كيف تفعل ذلك؟

التأمل قد تكون الإجابة الأسهل والأكثر توفرًا للجميع، ويمكن ممارستها في أي وقت. في دراسة لعلم الأعصاب أُجريت عام 2016 لدراسة قدرة المشاركين على إدراك القرارات التي يأخذها العقل الواعي بناءً على توجيهات اللاوعي، وتعمدوا اختيار مجموعة من ممارسي التأمل ليشاركوا في الدراسة حتى يقارنوا تأثير تمارين التأمل على قدرتهم في إدراك دوافع اللاوعي.
ومن خلال الدراسة، اكتشفوا أن المشاركين الذي يمارسون التأمل بانتظام، لديهم القدرة على التعرف إلى نشاط دماغهم اللاوعي في وقت أبكر من المشاركين الآخرين الذين لا يمارسون التأمل، ما عزز الاعتقاد لدى القائمين بالدراسة، أن التأمل قد يكون وسيلة تواصل جيدة بين عقلك الواعي واللاواعي.

والآن بعد أن عرفت قدرة لاوعيك في التحكم في تصرفاتك وتشكيل دوافعك، انظر حولك وتأمل الغرفة التي تقضي فيها معظم وقتك، وافرز المدخلات الشعورية الموجودة في تلك الغرفة من ديكورات وصور، واسأل نفسك: هل تلك المدخلات صالحة لتشكيل دوافع صحية؟ ما يحيطك من كل جانب وما تفعله يوميًّا من تفاصيل صغيرة هي مفتاحك للدخول إلى لاوعيك وإجراء تعاون مشترك بنَّاء بينك وبينه، ولا تتخيل أن تحكمك في لاوعيك يعتمد على اتخاذ القرارات الكبيرة المصيرية في الحياة، فهذا متروك لعقلك الواعي، ولكن عقلك الواعي سيأخذ هذا القرار وفقًا لما يقدمه له العقل اللاوعي من معطيات، فابدأ من الآن وامنح لاوعيك معلوماتٍ قادرةً على تشكيل دوافع وأهداف تضعك على طريق حياتك الجديدة.