منصات التواصل الاجتماعي

المصابون بكورونا يعانون من اضطرابات نفسية طويلة الأمد

بعد سنوات من التفشي

  • 6-06-2022, 17:12
  • العراق / العالم
  • 475 مشاهدة
+A -A

ايجاز /  

نور البصراوي

يتسبب الشعور بالوحدة خلال فترة الإصابة بفيروس "كورونا"، بمشاكل نفسية، تؤكد بعض الدراسات بأنها أصابت مئات الملايين من البشر، كونها تمنع لمدة لا تقل عن 30 يوماً، وأحياناً تستمر إلى أكثر من 120 يوماً، من دون زيارة العائلة أو الأصدقاء أو الوجوه المألوفة.

تقول سماور علي، وهي طبيبة عراقية، إن "المصاب بفيروس "كورونا" يحتاج إلى التكييف بطرق التواصل مع الناس، وإيجاد طرق جديدة للبقاء على اتصال خلال وقتت الإصابة، للحفاظ على الشبكات الاجتماعية القوية التي تعمل كعازل ضد صحة عقلية مضطربة".

مبينة أن "البقاء على اتصال عبر الفيديو أو المكالمات الهاتفية أمر جيد، لأنه يحافظ على الروتين، كما يمكن لبعض الألعاب الإلكترونية التي يشترك فيها عدد من الأصدقاء أن تكون بديلاً عن الخروج والتنزه في الشوارع".

وتشير دراسات حديثة، إلى أن جائحة كورونا تسببت بتأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعقلية للناس بشكل عام حول العالم، وتوصي التوجيهات التي منحتها منظمات، بينها الصحة العالمية، بأن المبادئ الأساسية لدعم الصحة النفسية وتعزيزها أثناء حالات الطوارئ هي "عدم إلحاق الأذى، تعزيز حقوق الإنسان والمساواة، استخدام النُهج التشاركية، البناء اعتمادًا على الموارد والقدرات الحالية".

وكذلك "اعتماد عمليات تدخل متعددة المراحل، وأخيرا العمل مع أنظمة الدعم المتكاملة، كما يؤثر كوفيد-19 على الترابط والاتصال الاجتماعي بين الأشخاص، وثقتهم في الأشخاص والمؤسسات، وأعمالهم ودخلهم، إضافة إلى فرض كمية عبء هائلة من حيث الهم والقلق.

ومن أسباب مشاكل الصحة النفسية خلال جائحة فيروس كورونا، التي تتسبب في إثارة القلق بشكل عام والإجهاد والضغط النفسي والقلق بين الأفراد. هي: الخوف من الموت، وتجنب طلب الرعاية الصحية خوفا من الإصابة أثناء الاستشفاء، والخوف من فقدان العمل وسبل العيش والرزق، والخوف من العزل الاجتماعي، والخوف من التواجد في أماكن الحجر الصحي.

إضافة إلى ذلك، شعور الفرد بالعجز عن حماية نفسه وحماية أحبائه والمقربين منه، والخوف من الانفصال عن الأحباء ومقدمي الرعاية الصحية، ورفض رعاية الأفراد المستضعفين (الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة) خوفا من اكتساب العدوى.

ناهيك عن الشعور بالعجز بشكل عام، والملل، والوحدة والاكتئاب بسبب العزلة، والخوف من عيش تجربة اجتياح الأوبئة مرة أخرى بعد تجربتها سابقا.

ويرى ستيفين تايلور، مؤلف كتاب "علم نفس الأوبئة" وأستاذ علم النفس بجامعة بريتيش كولومبيا، أن ما يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من الناس، لن تعود حياتهم كسابق عهدها، بسبب تأثير الجائحة على صحتهم النفسية.

وفي دراسة بريطانية، أشارت إلى أن الآثار النفسية كانت أبرز تبعات الكارثة التي أسفرت عن مقتل الآلاف ووجهت ضربة قاسمة لاقتصاد المنطقة.

كما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين دمر إعصار كاترينا منازلهم في نيو أورليانز عام 2005، ظلوا يعانون من مشاكل نفسية، ولا سيما الضائقة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة، بعد خمس سنوات من وقوعها. وتفاقمت هذه المشاكل بين أولئك الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية قبل الكارثة أو ذوي الدخل المنخفض.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.