منصات التواصل الاجتماعي

مراكز اختبارات كورونا الحكومية .. بيئة حاضنة للفيروسات

تقرير..

  • 11-06-2022, 20:53
  • العراق / رأي
  • 337 مشاهدة
+A -A

احمد هادي - بغداد

تحولت غالبية مستشفيات العاصمة التي توفر اختبارات فحص فيروس كورونا، الى بيئة حاضة لكوفيد 19، لاسباب تتعلق بطريقة تنظيم المراجعين وعدم تطبيق اجراءات الوقاية بالاضافة الى الاجراءات الروتينية المتعبة من قبل ادارة المستفيات.
يتجمع نحو 30 شخصا يوميا، صباح كل يوم لانتظار اكمال اجراءات اختبار كورونا في مستشفى الشيخ زايد وسط العاصمة بغداد، يقضي المراجعين وقتا يتراوح من ساعة الى ساعتين حتى اكمال الاجراءات، وفي جولة ميدانية لكاتب التقرير داخل المسشفى لم يلحظ وجود اي معقمات داخل القاعات التي ينتظر فيها المراجع دوره فضلا عن وقوف المراجعين في طابور متلاصقين دونما اي تباعد.
 تتطلب اجراءات الفحص مليء استمارة معلومات شخصية للمراجع على شكل ورقة، يتناوب المراجعون على قلم واحد لاكمال تعبئة الملعومات في قاعة صغيرة لا تسع العدد المطلوب وهو مخالف للضوابط الصحية والتعليمات التي فرضتها الوزارة من وضع مسافات للتباعد الاجتماعي والابتعاد عن الملامسة للاشخاص او الادوات التي يستخدمها المصابون. 
ويرى مدير الصحة العامة في الوزارة رياض عبد الأمير الحلفي، إن "جائحة كورونا لم تنتهِ في العراق وهنالك احتمال من موجة خامسة وسادسة لفيروس كورونا". وشدد الحلفي على ضرورة "عدم ترك جميع الإجراءات الوقائية من قبل المواطنين والالتزام بها"، مبيناً أن "هناك وفيات وإصابات في مدينة شنغهاي الصينية مع اغلاق للمدينة".
ويرى د. زيد النعيمي ان "المستشفيات الحكومية تفتقر الى ابسط اساليب الوقاية من الفيروسات، واجزم ان هناك المئات اصيبوا خلال مراجعتهم للمستشفيات خاصة المراعات التي تتعلق بفحص كورونا، ناهيك عن الاجراءات البيروقراطية والتعاملات الورقية التي تخص الاستمارة والقاعات الضايقة، هذه كلها مخالفة للضوابط وببساطة مراكز فحص كورونا الحكومية هي مرتع للاصابات والفيروسات".
ويشير النعيمي بالقول، "كان ينبغي ان تخصص الوزارة قاعات اكثر تنظيما ويفضل خارج المستشفيات لفحص كورونا، وذلك لان المستشفيات لا تتحمل مراجعين اكثر، كما جرى في عدد من الدول حيث خصصت اماكن وقاعات خارج المستشفيات".
يتحدث احمد السامرائي عن تجربته في مراكز الفحص الحكومية، "اصبت مرتين خلال مراجعتي مستشفى الشيخ زايد وهو ما اثبته الطبيب لي"، على حد وصفه، ويقول "في شهر ايار الماضي طلبت مني المؤسسة التي اعمل بها اجراء فحص كورونا لانها تعتمد هذا البرتكول شهريا، ولم اعاني من اية اعراض وبعد يومين من ذهابي الى المستشفى شعرت باعراض الاصابة ليتبين لاحقا اني اصبت خلال المراجعة، كما ذكر لي طبيب مختص".
في موازاة ذلك كشفت وزارة الصحة في مطلع حزيران 2022 أن العراق لم يصل الى النسبة المطلوبة التي تضمن تحقق المناعة المجتمعية"، لافتاً الى أن "نسبة الملقحين وصلت الآن الى 25% في حين أنه من المفترض وصولها الى 70% على أقل تقدير". 
ويلفت عضو لجنة الصحة النيابية، جواد الموسوي إلى حجم التحديات الصحية، بقوله "مستشفيات بغداد وأغلب المحافظات الأخرى قد وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى من ناحية توفير الأسرة والأدوية ومستلزمات الحماية الشخصية".
وسجل العراق أربع موجات من الإصابات بفيروس كورونا المستجد ومتحوراته، أدت إجمالاً إلى وفاة 25 ألفاً و160 شخصا، وفق بيانات وزارة الصحة العراقية. وقال مدير الصحة العامة رياض عبد الأمير، إن "الوزارة لا تعتمد على معدل الإصابات بكورونا، بل إن الشيء المهم هو عدد الوفيات القليلة جداً"، مبيناً أن "ذلك يدل على أن السلالة قد تكون ضعيفة، لكن هذا لا يستبعد انه ممكن أن ترتفع الاصابات مرة ثانية، خاصة بعدم الالتزام بالكمامة وتخفيف الإجراءات الاحترازية".

 وأضاف أن "هناك مخاوف من منظمة الصحة العالمية بحدوث سلالات أكثر ضرراً من السلالات السابقة"، مبيناً "عدم وجود ارتفاع بمعدل الإصابات في العراق والخليج العربي حتى الآن". وتابع، أن "ترتيب العراق من ناحية حدوث الوفيات والاصابات أكثر من 110 دول"، موضحاً أن "قيود كورونا رفعت جميعها باستثناء طلب شهادة التلقيح، لاستمرار تشجيع المواطنين للذهاب الى مراكز التلقيح لأخذ اللقاح".
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

وأكد، أن "جميع المعطيات الموجودة لدينا تؤشر فعالية اللقاح الايجابي بتخفيض عدد الإصابات وخطورته، لاسيما أن أغلب الراقدين في المستشفى كانوا  غير الملقحين"، لافتاً الى أن "استمرار المطالبة ببطاقة التلقيح تصب بمصلحة المواطن لحمايته من دخول سلالات جديدة أو تحميه من ذات السلالة لكورونا".

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.