عشرات المؤسسات تحولت الى العمل "اون لاين"
مصطفى المسعودي- بغداد
غير تفشي وباء كورونا نظرتنا الى الحياة واحدث تغييرا جذريا في مفاهيم العمل خاصة مع التوجه نحو العمل من المنزل او "الاون لاين"، وفي العراق احدث كورنا طفرة نوعية في تحول عشرات المؤسسات والشركات الى العمل من المنزل بدلا من المكتب.
وبعيد انتشار كوفيد وفرض السلطات لإجراءات الحظر الصحي، قننت شركات ومؤسسات عراقية نظام العمل ليتحول جزءيا الى نظام الاون لاين، وبحسب إحصاء لوزارة التخطيط فان ما يقرب 80 شركة أهلية في بغداد حولت عمل الموظفين من المكتبي الى المنزلي.
ومن اكثر القطاعات التي تأثرت بتجربة العمل من المنزل هي المؤسسات الإعلامية، ووفقا للصحافي محمد يزن فان اكثر من 6 مواقع وصحف إخبارية، سرحت جزء من عامليها واكتفت بجزء اخر للعمل من المنزل بعد اغلاق المكاتب.
ويقول يزن ان "أصحاب المؤسسات الإعلامية وجدوا فرصة ذهبية لتحجيم اعداد الموظفين وتوفير موارد مالية عن الايجار ومصروفات المكاتب، خاصة وان غالبية الوظائف والحرف الإعلامية لا تتطلب حضورا مكتبيا ما خلا المراسل الميداني".
ويقول المهتم في ريادة الاعمال علي مروان ان "تجربة العمل من المنزل في العراق بعد كورونا، نجحت في كثير من القاطعات، خاصة في ما يتعلق بالتجارة الالكترونية وشركات السفر والمؤسسات الإعلامية سواء صحف او مواقع او وكالات".
ويرى مروان، ان "العالم يتجه نحو مزيد من التطور التكنلوجي، وهذا يجتم علينا التعامل بواقعية مع فرضية العمل من المنزل لتصبح تجربة رائدة، مع ضرورة الاخذ بالحسبان وضع قوانين لتنظيمها حكوميا".
وحول هذه التجربة تقول مارثا مازنيفسكي، أستاذة السلوك التنظيمي في جامعة ويسترن أونتاريو: "سادت حالة كبيرة من الغموض بعد تفشب الوباء، شعرنا جميعا بضغط وترقب لما سيحدث للمجتمع؟"
كانت الأشهر الثمانية عشر الماضية صعبة بالنسبة للكثيرين، تعرض البعض للقلق النابع من مخاطر الصحة والوحدة والملل، بينما كان البعض الآخر يسعى إلى التوفيق بين الأطفال والتعليم المنزلي إلى جانب مسؤولياته المهنية، وكان علينا جميعا التكيف بسرعة مع طرق العمل الجديدة.
لم تكن بيئة العمل، على سبيل المثال، تحتاج بالضرورة إلى مكاتب تنتصب في المنازل، بل كانت أكواما من الكتب على طاولات المطبخ، أو حتى على الأسرّة.
وتقول أنيتا وولي، الأستاذة المشاركة في السلوك التنظيمي والنظرية في جامعة "كارنيغي ميلون" الأمريكية: "العمل عن بعد كان جيدا، إننا ندخل الآن مرحلة الدمج بين (البعيد وغير البعيد)، هذا يتطلب الكثير من التفكير".
والآن مع بدء بعض الشركات في تطبيق أسلوب العمل المختلط، قد يدرك الموظفون قريبا أنه سيكون من الصعب الانسحاب بالكامل من العمل عن بُعد، عندما يكون بعض الأشخاص في المنزل بينما يكون الآخرون في المكتب، في ظل توفير سبل لتسهيل بناء العلاقات والتعاون من أجل إحراز التقدم في شركة.
ووفقا لموقع بيبيسي فان البعض يقول إن ظروف العمل التي واجهتنا لا ينبغي إغفالها من التجربة، بل يجب أن تساعد في توجيه طريقة طرح سياسات العمل عن بُعد لفترات طويلة المدى من أجل تحقيق تقدم.
ويشير نيكولاس بلوم، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إلى "ثلاث قواعد ذهبية" كان يُعتقد، قبل انتشار الوباء، أنها حاسمة لنجاح تجربة العمل عن بُعد.
أولا، وجود مساحة عمل ليست في نفس الغرفة التي تنام فيها، ثانيا، وجود سرعة انترنت عالية، ثالثا، خبرة قوامها ستة أشهر أو أكثر في الوظيفة حتى تستطيع إنجاز عملك.
ويقول بلوم إن التجربة خلال تفشي الوباء أثبتت أن القواعد الثلاث لم تكن مطلوبة في الواقع، ولولا الطبيعة الاستثنائية للوباء، لما استطعنا رصد الفروق.