منصات التواصل الاجتماعي

عراقيون يشكون من متلازمات نفسية مستمرة بعد اصابتهم بكورونا

بسبب كورونا

  • 5-10-2022, 18:04
  • العراق
  • 256 مشاهدة
+A -A

حوراء الهاشمي- بغداد

لم يتخيل أبو محمد (25 عاما) ان يرافقه شعور مستمر منذ عامين بعد اصابته بفيروس كورونا، ويقول بنبرة بان عليها الإحساس بالالم: "اشعر بضيق وعدم ارتياح وكأن شيئا غريبا دخل الى جسدي ولم استطع التخلص منه على مدار عامين".

فقد أبو محمد عمله في الحداده بعد ان أصيب بفيروس كورونا في مطلع العام 2020، وبقي حبيس منزله لشهرين متتاليين، وكان دائما يشكو من ضيقا في مزاجه، ويقول انه فقد البهجة في كل تفاصيل يومه، ويقول ان معاناته ازادات بعد زيارته لاحد الأطباء النفسيين في منطقة الحارثية بغداد.

ويقول أبو محمد ان الطبيب وصف لي علاجات مضادة للاكتئاب لكنها سببت تفاقا في حالتي المزاجية، ولوصف الحالة تقول الطبيبة النفسية زهراء القيسي، ان "حالة أبو محمد مشابها لالاف الحالات في العراق، ومن المؤسف ان العراق فقير في ناحية تشخيص الامراض والعلل النفسية، فضلا عن عدم ثقة الناس في هذا الطب.

وتشرح القيسي أسباب الحالة، وتقول ان "حالة أبو محمد يطلق عليها اضطراب ما بعد الصدمة، ويحتاج المريض الى راحة طويلة والى نقاهة فضلا عن بعض العقاقير المهدئة".

وبينما زادت مستويات القلق لدى الكثيرين أثناء الجائحة، فإن الأعراض التي يعاني منها أبو محمد تكشف عن المشاكل النفسية الخطيرة التي تسببت بها الجائحة أو فاقمتها لدى البعض. ويحذر الأخصائيون النفسيون من أن هذه المشاكل قد تستمر على المدى الطويل.

ويرى ستيفين تايلور، مؤلف كتاب "علم نفس الأوبئة" وأستاذ علم النفس بجامعة بريتيش كولومبيا، أن ما يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من الناس، لن تعود حياتهم كسابق عهدها، بسبب تأثير الجائحة على صحتهم النفسية.

وأثارت مؤسسة "بلاك دوغ" المستقلة لبحوث الصحة النفسية مخاوف حول "الأقلية التي ستعاني من القلق طويل الأمد". وحذرت مجموعة من الأخصائيين الصحيين البارزين مؤخرا في الدورية الطبية البريطانية من أن "آثار الجائحة على الصحة النفسية من المرجح أن تبقى لفترة أطول مقارنة بآثارها على الصحة البدنية". وفقا للبيبي سي.

قد تعزى مخاوف علماء النفس من الآثار طويلة الأمد لفيروس كورونا المستجد إلى نتائج الدراسات واستطلاعات الرأي عن الجوائح وحالات الطوارئ السابقة.


إذ ربطت دراسة بين تفشي متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في عام 2003، وبين زيادة معدلات الانتحار بنسبة 30 في المئة بين كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما. وأشارت دراسة نشرت في فبراير/شباط العام الحالي إلى أن التدابير التي تتخذ للحد من انتشار الفيروسات، مثل الحجر الصحي، قد يكون لها آثار سلبية على الصحة النفسية، فقد تؤدي إلى الإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب أو الأرق. وربطت دراسات بين فقدان الوظائف والضوائق المالية أثناء فترات الكساد الاقتصادي العالمي، وبين تردي الصحة النفسية.


ويقول جوشوا مورغانستاين، نائب مدير مركز دراسات الكرب التالي للصدمة في الولايات المتحدة: "إن الآثار السلبية للكوارث على الصحة النفسية تطال عددا أكبر من الناس وتدوم لفترات أطول بمراحل من أثارها على الصحة البدنية. ولهذا من المتوقع أن نشهد زيادة في احتياجات الرعاية النفسية التي قد تستمر لفترة طويلة بعد انحسار الوباء".

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.