ريم صباح محسن
تعد معاهدة (بريتون وودز) من أهم الأسباب التي شكلت قوة الدولار، فبعد ان انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية وانكسر اقتصاد الحلفاء بفعل الدمار الذي حل ببلدانهم.
تم عقد مؤتمر «بريتون وودز» الذي أفرز معاهدة تحمل الاسم ذاته، لإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتم الاتفاق على أن يقوم الأمريكيون بإدارة البنك الدولي، فيما يقوم الأوروبيون بإدارة صندوق النقد.
نصت المعاهدة على أن كل دول العالم تستطيع حفظ ما تملكه من الذهب مقابل الدولار وحددت واشنطن قيمة عملة الذهب ب ٣٥ دولار.
ولهذا الأمر، اكتسب الدولار لقب العملة الصعبة، وصار العالم كله أفرادًا ودولًا يثقون بالدولار باعتباره عملة للتداول، وأصبح الجميع يثق بأن الولايات المتحدة ستسلمه ما يقابل ورق الدولار من الذهب عند ما يطلب.
لكن الخدعة كُشفت عندما طالب الرئيس الفرنسي تشارل ديغول عام 1971م بتحويل الدولارات الأمريكية التي وضعها سابقاً لدى البنك المركزي الفرنسي إلى ذهب لكن الولايات المتحدة عبرت عن عجزها لتحويل الدولارات الى ذهب.
واصدر الرئيس الأمريكي نيكسون بيان في عام 1973 يلغي فيه التزام الولايات المتّحدة بتحويل الدولارات إلى ذهب، عُرفت لاحقًا باسم Nixon Shock أو صدمة نيكسون.
لم يعد احد يتحكم بالذهب سوى العرض والطلب، وأصبحت جميع العملات بما فيها الدولار الأمريكي عملاتٍ إلزامية ورقية لا قيمة لها في الواقع سوى التزام الحكومات بها، لذلك فقد انخفضت قيمة الدولار وارتفع سعر الذهب.
كانت صدمة للدول على مستوى العالم، بعد أن كانت تعمل على مرّ السنوات لتكديس الدولار كاحتياطي للنقد الأجنبي لتستبدله بالذهب عندما تريد، أصبحت غير متمكنة من ذلك والأسوأ من كلّ ذلك هي أنّها كانت ما تزال مجبرة على التعامل بالدولار، لأنّها لا يمكنها التخلّي عنه بعد أن قامت بتكديس كلّ اموالها
و لا تستطيع الدول فكّ الارتباط من الدولار لأنّ الأسطول الأمريكي الذي يجوب العالم يقوم بحراسة الاقتصاد.
وهكذا، تحوّل الدولار إلى أضخم عملة نقدية احتياطية على مستوى العالم، حيث صارت جميع الدول مرغمة على التعامل به.