منصات التواصل الاجتماعي

كروبات واتساب العائلية.. بوابة لتناول المعلومات المضللة حول كورونا

العمات والخالات اكثر تفاعلاً

  • 25-06-2022, 15:02
  • العراق
  • 909 مشاهدة
+A -A

أحمد هادي
بقدر ما اثرت مواقع التواصل الاجتماعي ايجابا على طريقة انتقال المعلومات وسلاستها وسرعها، لكن جانبا مظلما لهذه المنظومة ظهر خلال مدة انتشار وباء كورونا حول العالم، تمثل بالتضليل والتدليس وتداول الشائعات عمدا او بصورة عفوية، وكان وقود المعلومات المضللة من كبار السن  الذين بدت علاقتهم متاخرة مع هذا العالم.
تملك غالبية العائلات العراقية مجموعات على مواقع التواصل، تسمى بالعادة باسم العائلة وقد تضم الاقارب والاصدقاء المقربين، لتكون بذلك اداة فعالة للتواصل الاسري ونقاشات يومية ويتبادلون المعلومات والاخبار سواء الخاصة او العامة. وفي فترة وباء كورونا واجراءات الحظر الصحي التي فرضتها السلطات تحولت هذه المجموعات الى مايشبه قنوات اخبارية مصغرة لكل ما يتعلق بكورونا واعراضها واعداد المصابين وصولا الى اخر الدراسات والاحصائيات.
وضعت ازمة كورنا عامة الناس في حالة من القلق، وفي اوج انتشار الوباء كان الناس يتشبثون باي معلومة جديدة قد تطمئنهم من الوباء المميت الذي ادخل الكرة الارضية في حالة من الهلع، ولعل تاثر كبار السن بالوباء دفعهم الى البحث عن اي معلومة تخص الفيروس او طرق تجنب الاصابة، ولان كبار السن حديثوا التعهد بمواقع التواصل فقد باتوا يصدقون كل ما يشاهدونه من منشورات او اخبار من هنا وهنا. 
وتقول الطبيبة النفسية د. ربي سرحان ان "مجموعات التواصل العائلية تحولت الى اداة فعالة لنقل المعلومات المضللة والشائعات، وربان هذه المجموعات هن النساء من الخالات والعمات او كبار السن، فقد باتو يصدقون كل ما يشاهدونه، لان لا يملكون الخبرة في التحري او التحقق من المعلومات".
وتحمل سرحان وزارة الصحة مسؤولية اهمال الجانب التوعوي فيما يخص كبار السن وتعاملهم مع المعلومات حول كورونا، وتشير الى ان "عدد من العوائل لازالت تصدق بكذبة ان اللقاح يسبب العقم، او ان كورونا لا وجود له، او هو من اختراع البشر، وغيرها من الاكاذيب والشائعات، وللاسف جرى تداول هذه المعلومات بغزارة على مواقع التواصل".
وتعتبر صفحات الأخبار ومواقع الصور هي الأكثر بحثًا بالنسبة لكبار السن، وذلك وفقًا لإستطلاع راي أجرته صحيفة "لوكيب" الفرنسية، حيث أتضح أن صفحات الأخبار على السوشيال ميديا والحسابات الخاصة بالصور هي الأكثر بحثًا بالنسبة لكبار السن على مواقع التواصل الإجتماعي.
كما يهتم كبار السن بالصفحات الخاصة بالصحة والطب، وذلك من خلال التعرف على ما هو جديد وابرز العلاجات للكثير من الأمراض، بالإضافة إلى وضع أسس وخطوات للحياة في سن الشيخوخة من خلال إتباع الأنظمة الغذائية الصحية والتي تنتشر صفحاتها بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي ويتابعها الملايين من الاشخاص.
ويرى الأخصائي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أن "استخدام كبار السن لمواقع التواصل الاجتماعي لأوقات طويلة والتأثر بها يعرضهم حتما لأضرار كثيرة أهمها تصديق بعض المعلومات الطبية وربما تجريبها وتداولها، بالإضافة إلى الآلام الجسدية والنفسية التي تصيبهم نتيجة الجلوس الطويل أمام شاشات الهواتف والأجهزة الأخرى.
ويشير إلى أن شعورهم الدائم بالفراغ وخسارتهم لأغلب أصدقائهم واحتياجهم الكبير للتواجد اجتماعيا جميعها أسباب تظهر مدى خطورة تعلق بعض كبار السن بهذه المواقع واعتمادهم الكامل عليها للتعرف على ما يجري حولهم من تطورات وأحداث تشغل حيزا كبيرا من مناقشاتهم وتحليلاتهم، رغم أهمية التدقيق جيدا فيما يقرأه والرجوع إلى مصدره الأصلي للتأكد من صحته.
ويبين أن تعنت بعض كبار السن في هذه الحالة ورفضهم توقع الخطأ قبل الصواب من أكبر المشكلات التي تتسبب في توسيع دائرة الأخبار المغلوطة وتبادلها بدون إدراك لتبعات هذا التصرف الخاطئ وخطورته على المجتمع بأكمله.
ويذكر الناشط مهدي عوام ان "عماته وخلاته في كروب واتس العائلي لا زالوا يروجون لفكرة ان الللقاح يسبب العقم، كما تداولوا شائعات وخرافات عن الوباء لا يعرف حتى كوكل مصدرها، ومرة تداول معلومة  تفيد بان رش الكلور على الجلد يقتل الفيروسات في الجسم والحقيقة، إنه يمكن أن يتسبب وضع الكلور على الجلد في إحداث ضرر، خاصةً إذا دخل في العين أو الفم،".
ويسرد مهدي بعضا من المعلومات المضللة والشائعات التي تداولت في مجموعته العائلية، "جدتي قالت ان  لقاحات كورونا غير آمنة لأن شركات الأدوية صنعتها بسرعة، وعمتي مصرة لحد اللحظة بان كورونا صنعته الحكومة العراقية بهدف اشغال الناس عن مؤامرة، ولا تجدي محاولات الاقناع بالطبع".


تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.