منصات التواصل الاجتماعي

بعد كورونا....العراق يواجه ازمة أكثرُ خطراً

تقرير..

  • 31-08-2022, 22:34
  • العراق
  • 245 مشاهدة
+A -A

حسين هادي- بغداد
واجه العراق على منذ انتشار وباء كورونا خمس موجات شديدة خلفت وراها آلالف الضحايا واصابات وصلت الى 8 آلاف يومياً،وضعت الحكومة امام خطراً يهدد المجتمع لا قل خطورته عن خطورة الوباء يتمثل بالنفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الرعاية الصحية التي يرقد فيها المصابون بمرض كورونا او المراجعون لدور الرعاية الصحية التي تقدم لهم المستلزمات الطبية المطلوبة؛ ويتعدى الامر الى النفايات المنزلية وأماكن الحجر الأخرى التي بمجملها تطرح النفايات الطبية من الأقنعة الملوثة والقفازات والأدوية المستعملة والحقن وغيرها من الأدوات الملوثة والحاملة للفايروسات والمايكروبات.
والنفايات الطبية هي كل ما ينتج عن العمليات وعلاج المرضى، بما فيها الأجزاء المستأصلة من الجسم وتسمى الأخيرة بالنفايات التشريحية. 
عالمياً، يتم التعامل مع هذه النفايات بطريقتين، الحرق وهي الطريقة المتبعة في العراق، أو وضعها في جهاز فرم خاص يحتوي مواد تعقيم وهي الطريقة الأكثر أماناً، وصديقة للبيئة.
الحكومة غير جدية
في العراق وفي ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية غير المستقرة لا يستشعر المواطن بجدية الحكومة بالاهتمام بهذا الامر. فالنفايات الطبية في الوقت الحاضر تعامل معاملة النفايات العادية.
هكذا يقول علي (اسم مستعار) مسؤول شعبة الدم في أحدى المستشفيات بغداد الحكومية:" لا توجد إجراءات حكومية صارمة بشأن نفايات كورونا لحد الآن، اذ ترمى النفايات الطبية في مواقع رمي مكشوفة بدون فرز او تقطيع ولا أي معامل لحرق تلك النفايات ولا أي مواقع للطمر ولا أي معالجات كيمياوية قد تخفف من خطورتها".
ويضيف :" غالباً ما تترك بدون أي أساليب علمية امنة للتخلص منها، مما تتعرض البيئة وصحة المجتمع اليوم الى خطر انتقال مرض كارونا والامراض الأخرى الى الذين يعيشون على تلك النفايات المعروفين بالنباشين وكذلك الحيوانات السائبة".
.
وفي وقت سابق أفاد طبيب أطفال مستشفى مدينة الصدر في بغداد بأن:" العشرات من الأطفال الراقدين في المستشفى بسبب اصابتهم بالأمراض المعدية نتيجة ملامسة النفايات بما في ذلك نفايات المستشفى ،اذ يقومون بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير لبيعها لمنشآت إعادة التدوير للحصول على مبالغ مالية". 
اشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن كمية النفايات الطبية المطروحة من المستشفيات في ألايام العادية يصل إلى 0.5 كغم لكل سرير في اليوم ، مما يعني ان الكميات قد ازدادت في ظل جائحة كارونا الى اضعاف، مما سنواجه أزمة بيئية و صحية تتمحور حول كيفية إدارة تلك النفايات التي قد تسبب تلوث للطبيعة، وتنقل المرض من جديد من النفايات إلى الحيوانات والافراد الذين يعيشون على نبش تلك المطامر او على العمال الذين ينقلون تلك النفايات، وتشمل المواد التي تتخلص منها منئشآت الرعاية الصحية الملابس الواقية والحقن والقفازات وأقنعة الوجه وأدوات إجراء الفحوص الطبية.
منظمة الصحة العالمية تحذر
في شباط الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة كمية النفايات الناتجة عن وباء كوفيد-19، حيث قالت في تقرير لها إن:" زيادة كمية النفايات الناتجة عن وباء كوفيد-19 في العراق تشكل تهديدا على البيئة وصحة الإنسان".
وأضافت المنظمة أن "المعدات الطبية المستخدمة مثل الإبر تشكل خطورة على الصحة، في حين أن زيادة النفايات البلاستيكية ترهق أنظمة إدارة النفايات". داعية الشركات المنتجة إلى استخدام المزيد من المواد القابلة للتحلل البيولوجي، فضلا عن التعبئة والتغليف الذي يحافظ على البيئة".
كما تحدثت عن "حاجة ماسة" لإصلاح طريقة التخلص من النفايات على مستوى العالم.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام القفازات لحقن لقاح كورونا، لكن التقرير قال إنه يبدو أنها ممارسة شائعة، موضحا أن "القفازات، من حيث الحجم تشكل أكبر نسبة من نفايات معدات الوقاية الشخصية من بين جميع العناصر التي تشتريها الأمم المتحدة".

مؤسسات صحية غير ملتزمة
تشير تقارير سابقة لمفوضية حقوق الانسان إلى "قلة اجهزة القطع والتعقيم مقارنة باعداد المستشفيات وعدم وجود تدريب كافي للكوادر عليها، وعدم وجود وسائل توعوية حول الية التعامل مع النفايات من قبل المرضى والمرافقين مع غياب التدريب للكوادر الصحية حول التعامل مع انواع النفايات الخطرة وغير الخطرة". 
كما تلفت تقارير المفوضية إلى "عدم التزام الكثير من الموسسات الطبية بتعليمات دوائر البيئة على الرغم من فرض غرامات عليها حول مخالفات تخص التعامل مع النفايات".
وتؤشر أيضاً وجود "مواقع طمر صحي قرب المستشفيات ومراكز عزل مرضى كوفيد حيث يتم حرق النفايات ليلا ما يسبب تلوث وايضا انبعاث غازات تسبب خطورة للمرضى". 
ويقول عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في تصريح سابق إن "قضية وباء كوفيد-19 يمثل خطورة اضافية في موضوع النفايات حيث ان كل ما يخص المريض وعلاجه سيكون ملوثا وقد ينشر المرض في حال عدم التعامل معه حسب اللوائح الصحية والبيئية، ولكن حسب الموشرات اعلاه لا نعتقد ان هنالك سياسة واضحة لدى الموسسات في آلية التعامل معها، غير الاجراءات التقليدية". 
ويبيّن أن "هذه المشكلة تعود لسنوات وتعاني منها بعض المناطق السكنية مثل الزعفرانية في بغداد، حيث يتم حرق النفايات في معسكر الرشيد".
اتفاقية بـ25 مليون دولار لإدارة نفايات كورونا الطبية
وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق اليوم إتفاقية مع وزارة الصحة العراقية بقيمة 25 مليون دولار في تموز الماضي لتعزيز إدارة النفايات الطبية في البلاد، كجزء من مشروع قرض البنك الدولي الخاص بتمويل تجهيز ونشر لقاحات كوفيد -19 ICVP . والذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار .

وفي اطارالاتفاقية، سيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراء وتركيب مايقارب الـ 180 جهاز للتعقيم والتقطيع يعمل على تحويل النفايات الطبية – وفي الأغلب مخلفات اللقاحات الطبية ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)- مثل المحاقن والأمبولات والضمادات ومعدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة والقفازات إلى نفايات عادية لغرض التخلص منها بشكل آمن، وذلك ضمن دعم جهود وزارة الصحة في عمليات النشر الآمن للقاح في جميع انحاء العراق .

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.